العلاقات الخارجية تجتمع مع هيئة أعيان شمال وشرق سوريا

تباحثت هيئة العلاقات الخارجية في شمال وشرق سوريا، آخر مستجدات الأوضاع على الصعد المحلية والإقليمية والدولية مع أعضاء هيئة أعيان شمال وشرق سوريا.

خبر اللقاء نشرته دائرة العلاقات الخارجية، وجاء فيه أن الرئيس المشترك للدائرة، بدران جيا كرد استهل اللقاء بالتأكيد على أهميَّة التشاور مع القوى والفعاليَّات الممثِّلة لمكونات شمال وشرق سوريا وتقييم التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، سواء داخلياً أو في المحيط الإقليمي والسَّاحة الدوليَّة.

مؤكداً على ضرورة الوصول لرؤية تمكن الإدارة الذاتيَّة لشمال وشرق سوريا ومكونات المنطقة من التوصل لحلول وتجاوز التحدِّيات.

كذلك استعرض بدران جيا كرد الأوضاع السياسيَّة الأخيرة من عودة العلاقات العربيَّة مع حكومة دمشق وأهمية ألا تصب العودة السُّوريَّة إلى الحضن العربي في مصلحة المشاريع المعرقلة لطموحات الشَّعب السُّوري والحل في البلاد، وأن تهدف لمواجهة التحدِّيات ومعالجة أسباب وأضرار الصِّراع المستمر منذ 12 عاماً ومعالجة سياسيَّة جذريَّة وشاملة، وأن تدعم التوافق والاتفاق بين الأطراف السُّوريَّة برعاية الأمم المتَّحدة.

وشدد على أن تمسك حكومة دمشق بمواقفها سيؤدي لتكرار ما جرى خلال الأعوام الماضية، في الوقت الذي تفرض فيه المرحلة علينا إنهاء معاناة الشَّعب السُّوري وسد الطريق أمام الأزمة المتجذرة، وأن ما يحصل من توافق مستقبلي سيكون دستورنا الجديد الذي يضمن حقوق جميع السُّوريين.

فيما أضاف بأن التَّطبيع الجاري بين الأخيرة وتركيا برعاية إقليميَّة – دوليَّة، لا يمكن أن يتم مع استمرار احتلال تركيا للكثير من مناطق الشَّمال السُّوري، ومواصلة مشاريعها الرَّامية إلى تهديد استقرار المنطقة كاملة، في ظل الصِّراع الانتخابي الذي يجري بين المرشحين للرئاسة التركيَّة.

أيضاً تحدَّث الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجيَّة عن محاولات من قبل أطراف خارجية تهدف إلى ضرب جهود استقرار شمال وشرق سوريا عبر محاولات إثارة فتن ونعرات قبليَّة بين أبناء قبائل وعشائر المنطقة.

وقال: "وهذا تحدٍّ كبير يواجه المنطقة، واجتماعنا هذا لرفع وتيرة العمل المشترك مع وجهاء وأعيان القبائل لحماية السِّلم الأهلي وتقوية دعائم الاستقرار لإرساء سبل التعايش السِّلمي، ويجب أن يكون الجميع مسؤولين عن ذلك كل من موقعه، لذا فالتعايش المشترك خط أحمر بالنسبة لنا كإدارة ذاتيَّة وقوى وفعاليات مجتمعية، ومن المهم أن تنشط هيئة الأعيان في كافة مناطق شمال وشرق سوريا بشكل متلاحق لسدِّ الطريق أمام هذا النَّوع من المحاولات المسمومة لاستهداف مكونات وعشائر المنطقة".

كما أشار جيا كرد إلى أن المبادرة الأخيرة المطروحة من قبل الإدارة الذاتيَّة لشمال وشرق سوريا بحاجة لدعم وتكاتف محلي وعربي وإقليمي وأممي، مع تحول الأزمة السُّورية إلى أزمة دولية، كما أن طرحها جاء بقرار مستقل من الإدارة الذاتيَّة التي يمكن أن تكون نموذجاً للتغيير في سوريا، مشيراً إلى الدور المهم لهيئة الأعيان في تجاوز الإشكاليات والخلافات وترسيخ القيم المُثلى بشكل أكبر لدى أبناء كافة مكونات المنطقة.

من جانبهم أكد أعضاء هيئة أعيان شمال وشرق سوريا على أهمية هذا النوع من اللقاءات التي تفسح الطَّريق أمام ممثلي مكونات المنطقة للعب دور أكبر في ترسيخ الاستقرار عبر مساندة الإدارة الذاتيَّة والقوى العسكرية والأمنيَّة التي تواصل محاربة الإرهاب لتجفيف منابعه، مشددين على تكاتف كافة أبناء المنطقة ضدَّ المخططات التي تهدف لضرب السِّلم الأهلي وإثارة النَّعرات بين عشائر وقبائل المنطقة ومكوناتها.

وفي ختام الجلسة تباحث الجانبان حول الأوضاع الخدميَّة والاقتصاديَّة في شمال وشرق سوريا، والاحتياجات الملحة للسُّكان، وآليات التوصل إلى حلول عاجلة تخدم تنمية المنطقة لتثبيت سبل العيش والاستقرار ضمن المنطقة.